الرملة
إحدى المدن التي أقيمت في العصر الإسلامي- الأموي، والفضل في إقامتها يعود إلى "سليمان بن عبد الملك" الذي أنشأها عام 715هـ وجعلها مقر خلافته.
والرملة ذات ميزة تجارية وحربية إذ تعتبر الممر الذي يصل يافا (الساحل) بالقدس (الجبل) وتصل شمال السهل الساحلي بجنوبه.
كان أهل الرملة أول تأسيسها أخلاطاً من العرب والعجم والسامريين ثم أخذت القبائل العربية تنزلها وأخذت الرملة تتقدم في مختلف الميادين حتى غدت من مدن الشام الكبرى ومركزاً لمقاطعة فلسطين ومن أعمالها بيت المقدس وبيت جبرين وغزة وعسقلان وأرسوف ويافا وقيسارية ونابلس واريحا وعمان. وقد بقيت الرملة عاصمة لفلسطين نحو 400 سنة إلى أن احتلها الفرنجة عام 1099هـ. ودخلت الرملة كغيرها من المدن تحت الحكم العثماني ثم الإحتلال البريطاني، حيث احتلوها بتاريخ 15 تشرين الثاني 1917. وترتفع الرملة 108م عن سطح البحر.
تبلغ مساحة أراضيها 38983 دونماً. وقُدر عدد سكان الرملة عام 1922 (7312) نسمة وفي عام 1945(15160) نسمة، وفي عام 1948 (17586) نسمة.
والرملة كغيرها من مدن وقرى فلسطين قاومت الإحتلال البريطاني وجاهدت ضد الإنجليز والصهاينة.
بعد إنسحاب الإنجليز في 14 آيار 1948 حاصر اليهود الرملة لكنهم صدوا عنها وتكبدوا خسائر فادحة.
ما كادت مدينة اللد أن سقطت بعد ظهر 11/7/1948 حتى بدأت معركة الرملة، إذ قام حوالي 500 من مشاة
الصهاينة بهجوم على المدينة تؤازرهم المصفحات وقد تمكن الجيش العربي ومن معهم من المجاهدين من صدهم وقتل عدد منهم وحرق 4 من مصفحاتهم.
وفي يوم 12/7/1948 احتل الصهاينة القرى المحيطة بالرملة وبذلك تم تطويق الرملة وانتهى الأمر بسقوط المدينة.
وقد تم الإتفاق مع الصهاينة عند احتلالهم الرملة بقاء السكان في منازلهم إلا أن الصهاينة عادوا فاعتقلوا حوالي 3000 شاب وأمعنوا في البقية نهباً وسلباً وقتلاً ثم أجبروهم على الرحيل في 14/7/1948، ولم يبق في الرملة سوى 400 نسمة.
قُدر عدد أهالي الرملة المسجلين لدى وكالة الغوث عام 1997 (69937) نسمة، ويُقدر عددهم الإجمالي عام 1998 (107994) نسمة.
والرملة مثل باقي مدن فلسطين، أقام الصهاينة على أراضيها العديد من المستعمرات.
تحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهامة، منها : بقايا قصر سليمان بن عبد الملك ، والجامع الكبير، وبركة العنزية شمال غرب الرملة بحوالي 1كم، والجامع الابيض ومئذنته، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح.
المَغار
الموقع: PGR: 129138
المسافة من الرملة (بالكيلومترات): 12
متوسط الارتفاع (بالأمتار): 50
ملكية الأرض واستخدامها في 1944/1945 (بالدونمات):
الملكية الاستخدام:
عربية: 11252 مزروعة: 13744
يهودية: 2659 (% من المجموع): (89)
مشاع: 1479 مبنية: 31
ـــــــــــــــ
المجموع: 15390
عدد السكان: 1931: 1211
1944/1945: 1740
عدد المنازل (1931): 255
المغار قبل سنة 1948
كانت القرية مبنية على ثلاث تلال قليلة الارتفاع في منطقة مستوية، إجمالاً، في السهل الساحلي الأوسط، على طريق عام يمتد نحو الشمال الشرقي ويوصل إلى الرملة. وكان مطار عاقر العسكري يبعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من موقعها، كما كان وادي المغار يحدها من الجنوب. وكان موقع القرية يحوي آثاراً تدل على أنه كان آهلاً منذ القدم. وكانت إحدى التلال، التي تقوم القرية عليها، تضم عاديّات تعود –فيما يعتقد- إلى أيام الكنعانيين. في أوائل العصور الاسلامية، كانت المغار من المضارب الموسمية التي تحل قبيلة لخم العربية فيها. ويقول الجغرافي المسلم ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) أن المغار كانت من قرى الرملة، وأن الفقيه أبو الحسن محمد المغاري ولد فيها في القرن الثامن للميلاد. في سنة 1596، كانت المغار قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وعدد سكانها 121 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدة محاصيل، منها القمح والشعير والسمسم والفاكهة.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت المغار قرية مبنية بالطوب على السفح الجنوبي لإحدى التلال. وكانت محاطة بالمراعي وبساتين التين. وفي النصف الأول من القرن العشرين، كانت منازلها مبنية بالحجارة والأسمنت والطين. وكانت تتجهمر في مجموعات تتألف كل منها من عدة منازل متقاربة جداً، وتنتشر في اتجاه وادي المغار وفي اتجاه الدروب المارة بالقرية. وقد توسع البناء في أثناء فترة الانتداب، وبُنيت المنازل على التلتين الأخريين-الشمالية والجنوبية- اللتين كانتا على جانبي التلة الآهلة أصلاً، وكذلك على جانبي الطريق المؤدية إلى قرية يبنة المجاورة. كان سكان القرية في معظمهم من المسلمين، وفيها مسجد وبضعة متاجر صغيرة. وقد وظّف سكانها نحو 5000 جنيه فلسطيني لإقامة مدرسة ابتدائية على 22 دونماً من الأرض، وبلغ عدد التلامذة المسجلين فيها 190 تلميذاً في أواسط الأربعينات.
كانت أرض القرية غنية بالمياه الجوفية، وجيدة للزراعة التي كانت مورد الرزق الأول لسكانها. فقد كانوا يزرعون عدة أنواع من المزروعات، منها الحبوب البعلية والفاكهة والخضروات المروية. في 1944/1945، كان ما مجموعه 1772 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و9075 دونماً للحبوب، و86 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين؛ منها 22 دونماً حصة الزيتون.
احتلالها وتهجير سكانها
هوجمت المغار في 10 شباط/فبراير 1948، وفق ما جاء في بلاغ صدر عن قوات المجاهدين العرب الموجودة يف منطقة يافا، بقيادة حسن سلامة. ولم يذكر البلاغ، الذي نشر في صحيفة ((فلسطين))، شيئاً غير أن قافلة يهودية اقتربت من القرية وأطلقت النار على سكانها من جانبي الطريق، من دون أي ذكر لعدد الإصابات. ونقلت صحيفة ((نيويورك تايمز)) نبأ هجوم آخر في 29 آذار/مارس 1948، لم يُكتشف إلا بعد أن اكتُشف حطام عربة مصفحة انفجرت خلال الهجوم على القرية. وقد انتُشلت من الحطام جثث ستة جنود يهود، ولم يُؤت إلى ذكر أية إصابات عربية.
اجتاح لواء غفعاتي التابع للهاغاناه القرية في 15 أيار/مايو، عند بداية عملية براك. وذكرت ((نيويورك تايمز)) أن القوات اليهودية المتجهة جنوباً استولت على ((القلعة العربية)) في هذه القرية المتحكمة في الطريق إلى النقب. وبحلول الشهر اللاحق، كان الصندوق القومي اليهودي قد بدأ يسوّي القرية بالأرض. ويروي المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن يوسف فايتس، من كبار المسؤولين في الصندوق القومي اليهودي، أرسل في 10 حزيران/يونيو اثنين من موظفيه للتجول في السهل الساحلي، من أجل تحديد القرى التي يجب تدميرها وتلك التي يجب أن يوطّن اليهود فيها. وقد أعلم أحد هذين الموظفين فايتس بأنه أتم الترتيبات للشروع في تدمير المغار في اليوم التالي تحديداً. وفي 14 حزيران/يونيو، تلقى فايتس تقريراً عن سير عملية التدمير، وتوجه في اليوم التالي ليرى ما بقي من المغار، وكتب لاحقاً: ((ثلاث جرافات تنهي عملية التدمير. وقد دُهشت من أنه لم يتحرك شيء فيّ أمام المشهد... لا الأسف ولا الحقد، لأن هذه حال الدنيا... لم يكن سكان منازل الطوب هذه يريدون وجودنا هنا)).
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية
في سنة 1948، أُنشئت مستعمرة بيت إلعازاري على أراضي القرية.
القرية اليوم
لا تزال بضعة منازل قائمة: أربعة منها تقيم فيها أُسر يهودية، والباقي مهجور. ولا يزال بعض حيطان المنازل المهدّمة قائماً. وينبت الصبّار في الموقع.