[img]
[/img]
عشرات الفلسطينيين اعتصموا بوجوه غاضبة وقلوب قلقة وسط ساحات المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات فجر الأحد الأولى، وحولهم حشود عسكرية وشرطية إسرائيلية مُكثفة طوقت المكان، وقامت بإجراءات تفتيش مشددة على مداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
هذا المشهد المشحون بالتوتر عاشته يوم الأحد 12-10-2008 القدس المحتلة، ومثله في شارع الواد بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، وسط توقعات باندلاع اشتباكات ومواجهات على خلفية إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي نيتها افتتاح كنيس يهودي على أرض وقف إسلامي بمنطقة "حمام العين" التي تبعد نحو 50 مترا فقط عن مدخل المسجد الأقصى.
وفي ظل تشابه الملابسات، وتزايد حالة التوتر القائمة في المدينة في صفوف سكانها الفلسطينيين تعود إلى الأذهان أجواء ومشاهد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون إلى ساحة المسجد الأقصى في سبتمبر 2000، وكانت شرارة اندلاع انتفاضة الأقصى، خاصة أنه من المتوقع أن تقتحم جماعات يهودية المسجد استغلالا لفرصة افتتاح الكنيس.
استغاثة
وأعرب الفلسطينيون المعتصمون عن خشيتهم من اقتحام جماعات يهودية للمسجد الأقصى على خلفية افتتاح الكنيس.
ووجهت شخصيات مقدسية نداءات استغاثة لكل الشخصيات والجهات الإقليمية والعربية والدولية المعنية تدعوها فيها إلى "التحرك العاجل لوقف الممارسات الاستفزازية" التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في القدس، ومن ذلك انتهاك حرمة المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى.
وحملت الأوساط المقدسية سلطات الاحتلال "المسئولية الكاملة لتداعيات النتائج المترتبة على هذه الممارسات والاعتداءات".
وكانت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قد كشفت في بيان وصل "إسلام أون لاين.نت" عن أن سلطات الاحتلال ستقوم اليوم بافتتاح رسمي لكنيس يهودي أقيم على أرض وقف إسلامي يبعد عشرات الأمتار فقط عن المسجد الأقصى المبارك.
وأشارت المؤسسة إلى أن الوقف الإسلامي "حمام العين" يقع من جهة الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، في المنطقة الواقعة أقصى شارع الواد بين حائط البراق وسوق القطانين في البلدة القديمة في القدس.
وحسب المؤسسة فإن الكنيس يرتبط بشبكة من الأنفاق والحفريات التي تمتد أسفل المسجد الأقصى ذاته، وقد أطلق على الكنيس اسم "إوهل يتسحاق"، وسيشارك في افتتاحه شخصيات إسرائيلية رسمية.
ودعت مؤسسة الأقصى إلى تغطية إعلامية كافية لرصد هذا "الحدث الخطير" الذي يعتبر "انتهاكا صارخا للأوقاف والمقدسات في البلدة القديمة في القدس، ويشكل خطرا مباشرا على المسجد الأقصى المبارك".
وبيّنت المؤسسة أن الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48، سوف يتواجد في مدينة القدس في ساعات الظهر من يوم الأحد نصرة للمسجد الأقصى، ولقيادة حملة إعلامية ودعائية ضد ما يتعرض له من انتهاكات.
"هبة حاشدة"
من جانبها طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بـ "هبة جماهيرية حاشدة"، واستنكرت الحركة، في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه، ما وصفته بـ "الصمت العربي والإسلامي الرسمي" تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى.
وكانت الحركة قد أكدت أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والحفريات التي تتم أسفله، تهدف إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم بدلا منه.
وطالب الشيخ يوسف فرحات الناطق باسم حركة "حماس"، الشعوب العربية والإسلامية بـ"هبة قوية لوضع حد لمثل هذه الاعتداءات الصهيونية واليهودية على المسجد الأقصى المبارك"، بحسب موقع المركز الفلسطيني للإعلام.
وطالب فرحات أنظمة الحكم في العالمين العربي والإسلامي بـ "التحرك العاجل والفوري لوقف مسلسل التهويد الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة، ولوضع حد للتوسع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية الذي بات الاحتلال يمارسه بشكل علني".
وأضاف فرحات: "الحقيقة أن هذه الاقتحامات الذي نفذتها مجموعات يهودية متطرفة لباحات المسجد الأقصى المبارك لم تكن الأولى، بل إنها تأتي في إطار سلسلة اقتحامات ينفذها اليهود المتطرفون الحاقدون على المستوى الرسمي وغير الرسمي".
وحذر الناطق باسم حماس من اندلاع احتجاجات فلسطينية تتطور إلى انتفاضة شاملة على غرار انتفاضة الأقصى، قائلا: "إن هذه الاقتحامات تذكر بزيارة شارون، والتي ترتب عليها اندلاع الانتفاضة الثانية". أحمد الكحلوت