[url="http://ppc.fm"]
[/url]
الجزء الاول:
القدس - معا - القدس الكبرى - هي القدس الموسعة التي يحاول الاسرائيليون من خلالها صنع هوية جديدة للقدس، تمحي معها هويتها التاريخية والاسلامية، مع التركيز على الأغلبية السكانية اليهودية في المدينة، لكي تصبح مساحة الأرض التي يعيش عليها العرب صغيرة جدا بالنسبة لما يسيطر عليها اليهود.
مشروع القدس الكبرى تطويق الأحياء العربية في البلدة القديمة مع فصلها عن الأحياء العربية خارج السور _ لأجبار العرب على معيشة صعبة، تضطرهم في أحيانا كثيرة الى الهجرة من بيوتهم وأوطانهم.
ومنذ احتلال القدس عام 1967، هناك اجماع يهودي في الموقف من مدينة القدس وهو كالاتي:
-مصادرة الأرض.
-بناء المستوطنات .
-تهجير الفلسطينيين من مدينتهم القدس.
-احلال المستوطنين اليهود مكان العرب.
-ازالة المعالم والأثار التاريخية والعربية الأسلامية من المدينة.
وأمام هذا التهويد المتواصل للمدينة المقدسة، لا بد من تسليط الضوء عليها لقراءة ملفها قراءة عميقة لفهم ما تتعرض له المدينة من استهداف لهويتها العربية الاسلامية.
في هذا التقرير نقدم احدى القراءات الاسرائيلية من الجانب الديني اليهودي _ لنتعرف على كيفية قراءتهم لملف القدس، اضافة الى بعض القراءات الاخرى من بلدية القدس والحكومة الاسرائيلية، من خلال الاطلاع على بعض ما تضمنته الخطة الاستراتيجية والهيكلية لبلدية القدس من عام 2000-2020.
القراءة الاولى:
صرح بها حاخام يهودي - يميني - من أحد الكنائس اليهودية، والذي رفض بشدة نشر الاسم أو أية معلومات تدل على هويته، لكن موافقته على النشر ما هي الا اعتقاد منه وحسب تصريحه بان هذا يساهم في نشر الافكار والمعتقدات الدينية اليهودية حول مدينة القدس، وأن على العرب أن يفهموا ذلك.
سألنا الحاخام ما هي الأهداف أو التوجهات الدينية لدخول المسجد الأقصى خاصة موعد الأعياد اليهودية ؟
أجاب قائلا :ليست هناك أهداف ولا توجد دعوات أو حتى مواعظ لدخول المسجد الأقصى، انما هناك مهمة دينية لتطهير هذا المكان المقدس الذى هو أرض الهيكل ( تطهير بنظر اليهودية )، بمعنى ابعاد كل من هو ليس يهودي من محيط هذا المكان المقدس، بل أيضا الافضلية العظمى لتواجد وسكن اليهود في هذا المكان ليس فقط جميع اليهود بل الأفضلية للفئة الأولى من اليهود وهي فئة ( الكوهانيم).
ولهذا فان المهمة لتقريب اليهود نحو هذه الرقعة من الأرض تداخلت بالمفهوم الوطني وأصبح دخول هذا المكان أي المسجد الأقصى مهمة وطنية تعصبية لأخراج العرب من هنا وهذا هو مفهوم التطهير عند اليهود المتدينين الوطنيين".
وحول تقسيم المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل هل هو مقدمة وتمهيد لتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، أجاب مستتنكرا " هذه مغالطة – لأن التقسيم في الخليل نتج عن جهاد اليهود في الوصول الى الحق الذي يبتغوه وهذه طريقة صالحة تؤدي الى الوصول للحق، فليس من الخطأ اذن ان نتبع نفس طريقة الجهاد في المسجد الاقصى، فالهدف هو الوصول الى كلا المسجدين وتطهيرهم كما ذكرت لك حسب المفهوم التطهير اليهودي، لأنها أرض مقدسة بالنسبة لنا والعرب والمسلمون ليسوا من الطاهرين في نظر اليهودية مثلما لا يعتبر اليهودي من الطاهرين بنظر المسلمين".
هل هناك أية أماكن أخرى أو أثار ومقدسات تسعى اسرائيل للسيطرة عليها خارج أو داخل فلسطين ؟
اجاب الحاخام (معترضا على كلمة فلسطين) " تعتبر كل منطقة أو أي أرض عٌذب أو قتل فيها يهودي بري، أينما كانت في العالم هي منطقة مقدسة لدينا ومنطقة أثار، و لنا الحق في الوصول اليها، باستثناء مصر، لأنه ورد في التوراة (سفًر الخروج) ما يمنع اليهود المتدينين من الدخول اليها وذلك بعد خروج النبي موسى ( علية السلام) منها, وأيضا ورد في التوراة ‘ أن الله قال لسيدنا ابراهيم سأورثك أنت ونسلك أرض كنعان، وسيناء ومصر ليست من أرض كنعان، لكن منطقة الدلتا (أي من النيل الى الفرات) أيضا هي أرض كنعان".
وحول استفسارنا عن منطقة الدلتا رد قائلا " الدلتا هي المناطق القريبة من غزة والسويس وبورسعيد، لأن النيل كان يفيض من هناك، وهناك نص اخر يقول : سأورثك أنت ونسلك الأرض التي ترى، ولهذا فان كل كنيس أينما وجد في العالم هو مكان مقدس مثلة مثل الجوامع في كل أنحاء العالم".
يقال فى التوراة بأن فلسطين والقدس أرض الميعاد، هل لك أن تشرح لنا هذه المقولة ؟
رد قائلا " لا شك في ذلك – ولا أعلم مدى اصرارك على كلمة فلسطين – لكن المقصود بالميعاد هو نزول المسيح وبناء الهيكل المزعوم، ونحن نؤمن بأن المسيح لم ينزل الى الأرض بعد، وهذا هو جوهر خلافنا مع المسيحيين الذين يؤمنون أن المسيح كان في مهد مريم صلوات الله عليها، فنحن ننتظر المسيح وسيأتي وسيبنى الهيكل من جديد في موقعة وذلك عندما نطهر نحن الأرض و هذا المكان المقدس".
وهل سيكون هناك عرب أو فلسطينيين يوم الميعاد؟
طبيعي أن يكون هناك عرب وغير عرب يوم الميعاد، لكي يشهد العالم على المعجزة و أننا أوفينا عبادتنا وعهدنا واخلاصنا لله، واننا شعب الله المختار، وهذا ذكر عندكم في القرآن".
وكانت هناك مداخلة حول "شعب اللة المختار" وأن الله فضلهم على العالمين، بأن تفسير هذه الاية كما جاءت فى سورة البقرة ,أية 47(يبنى اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)، بأن المقصود بها عالمي زمانكم، أي فضلهم على قوم فرعون وأن الله أنقذهم من فرعون الذي كان يعذبهم".
وكيف سيتم بناء الهيكل أين ومتى سيتم بناؤه؟
أجاب قائلا "هذه هي معجزة المسيح، وهي بناء الهيكل على شكله كما كان في عهد سيدنا موسى، حيث سيدخل المكان من الواجهة الشرقية، أي من جبل الزيتون وستكون له معجزة كيف سيمر من المقبرة الاسلامية لأن الانبياء لا تمر من بين القبور ولا تمس الأموات، وعندها نعلم أنه المسيح وهذ ما لم يفعله عيسى عندما أدعى المسيحية ولذلك ما امنا به".
أما أين سيتم بناء الهيكل لا يعرف أحد من اليهود الحاضرين الموقع بالضبط لبناء الهيكل، هل هو مكان الأقصى أو قبة الصخرة، لكن معظم اليهود تؤمنون أن الهيكل كان بالضبط محل الصخرة لكن التفسيرات في التوراة تدل أنه مكان الأقصى،
ومتى الميعاد عندما تكون الأرض طاهرة تماما وعندما يكونوا جميع اليهود أوفياء وصادقين لديانتهم لأن حضور المسيح يعني بداية الحياة في الجنة ولهذا لا يعيش في الجنة الا الصالحون والأموات الصالحون يعيشون ثانية و الأموات غير الصالحين يبقوا أموات".
كيف تنظرون للحفريات تحت المسجد الأقصى ومدى مشروعيتها فى القانون الدولي كمقدسات اسلامية؟
رد الحاخام مستنكرا "العالم كله على خطأ، والمسلمين لا يريدون كشف الحقيقة واذا كان المسلمون متأكدون مما هو عليه، أرى أنه على العكس يجب أن يفعلوا وبحضور كل العالم ليشهد على ذلك وأن يسمحوا لليهود بأن يبحثوا على حقوقهم وأثارهم، وان وجدوها فهي لهم وان لم يجدوا فهي للمسلمين، وبالفعل نحن دائما نكشف أثارا هي بقايا للهيكل وأثارا لليهود لكن عدم رضا المسلمين على هذا وعدم تعاونهم على كشف الحقائق يدل حسب القوانين الوضعية أن المسلمين يخفون الحقائق وبالتالي فان القانون الدولي يعتبر ظالم لليهود ولم يعطهم حقهم".
وتوجهت باستفسار أن سلطة الأثار الاسرائيلية والبلدية لا تسمح للفلسطينيين بالمشاركة في كشف الأثار والحقائق، ما تعليقك على هذا؟
رد وعلامات التعجب في وجهة قائلا "نحن دائما نناشد هيئة الأوقاف الاسلامية للتعاون معنا، لكن المشكلة عند العرب بأن ليس هناك من يهتم بذلك وليس هناك الخبرات والكفاءات الكافية من العرب لنستطيع أن نتوجه اليهم ونخاطبهم".
ان هذا الحديث الصحفي ليس الا رأى الحاخام اليميني، وكان فقط بدافع التعرف كيف يفكر الطرف الديني اليهودي حول قضية القدس.
قراءة في مشروع القدس الكبرى فى الخطة الأستراتيجية والهيكلية لبلدية القدس
الجزء الثاني :
مشروع القدس الكبرى - والذي تناولنا في الجزء الاول فيه اللقاء مع الحاخام اليميني وتطرقنا في الحوار حول قضية القدس ووجهة نظر رجال الدين اليهودي حول المدينة وتذكيرا لأهم ما قاله الحاخام " تلك الأماكن الاسلامية ما هي الا أماكن دينية يهودية سابقة – للدين والشعب اليهودي".
فما يجري يذهب بالمدينة الى مرحلة حاسمة من تاريخ الصراع الدائر عليها وأن ما يجري الأن وما سيجري في الأعوام القادمة من شأنه أن يحسم مصير المقدسات الأسلامية في لمدينة المقدسة.
من خلال الاطلاع على الخطة الاستراتيجية – الهيكلية الصادرة عن بلدية القدس (أب- 2004) وهي الخطة المقترحة وأهم امور سياسة التخطيط والتنفيذ حتى عام 2020 ننشر أهم ما جاء فيها حول القضايا العربية ومدينة القدس والسكان العرب في المدينة والبنية الهيكلية التحتية، اخذين في عين الاعتبار بأن ما ينشر ما هو الا نسخة مما جاءت فيه الخطة لبلدية القدس ومرفق صور توضيحية لذلك.
(كلمة المهندس المعماري – مهندس المدينة أورى شطريت)
" نحن نؤمن أن الخطة التي وضعناها ستكون إحدى الوسائل لأحداث التغييرات بالمدينة، تغييرات بإيجابية يرغب الكثيرون من سكان المدينة وزوارها بحدوثها.