تزايد غضب المسلمين و"مخاوف" إسرائيلية من صلاة الجمعة

رفض ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الخميس 8-2-2007 نداء من وزير دفاعه باعادة النظر في أعمال الحفر الجارية بالقرب من المسجد الاقصى في القدس والتي اثارت غضب المسلمين.


وسلطت أعمال الحفر خارج المنطقة التي تضم مسجد قبة الصخرة والمسجد الاقصى الضوء على مدى تشكك العرب في الانشطة الاسرائيلية بالقدس الشرقية العربية وعلى التوترات بين أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس.
وطلبت دول عربية من اسرائيل وقف أعمال الحفر التي بدأت يوم الثلاثاء وقالت انها قد تؤثر على أساسات المسجد الاقصى. وهدد نشطاء فلسطينيون بانهاء اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل المستمر منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة.
وقالت اسرائيل ان المواقع المقدسة لن تتضرر بسبب ما تصفه بأنه مسعى يجيزه القانون لانقاذ آثار قديمة قبل بناء جسر للمشاه يؤدي الى المسجد الاقصى.



مطالبات إسرائيلية بوقف الحفريات

وفي تأكيد لتقرير نشرته صحيفة هاآرتس قال مسؤول اسرائيلي ان بيريتس زعيم حزب العمل الشريك الاساسي في حكومة أولمرت الائتلافية بعث برسالة لرئيس الوزراء طلب منه فيها اعادة النظر في المشروع.
وقال افرايم سنيه نائب بيريتس لراديو اسرائيل "مشكلتنا مع العمل الجاري في جبل الهيكل (الحرم الشريف) هو تأثيره على علاقتنا مع عناصر مهمة ومعتدلة في العالم العربي تشعر بغضب شديد تجاهه".
ووصف مسؤولون اسرائيليون المشروع بأنه ضروري لان الممر الحالي الذي يقود الى المسجد يعتبر غير آمن بعد تعرضه لاضرار خلال عاصفة ثلجية وزلزال في عام 2004.
وذكر مكتب أولمرت أن أعمال الحفر التي تجري على بعد 50 مترا من أساس الحرم القدسي ستستمر. وقال المكتب فيما بدا انتقادا لبيريتس: "الدراسة المتأنية للمسألة ستكشف أن لا شيء في الاعمال الجارية سيضر بأي أحد وانه لا أساس للجدل الدائر ضد هذه الاعمال".
وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية تقارير بأن أولمرت يريد عزل وزير دفاعه الذي يفتقر للخبرة العسكرية وتعيين رئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك وزيرا للدفاع. وسيخوض بيريتس وباراك معركة على زعامة حزب العمل في تصويت سيجري في مايو ايار.



السعودية تدين أعمال الحفر

وأدانت السعودية اليوم أعمال الحفر بوصفها استفزازا لمشاعر المسلمين ودعت المجتمع الدولي للضغط من أجل وقفها. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ أعمال الهدم والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى الشريف".
وأضاف "والمملكة اذ تعبر عن ادانتها لهذه الممارسات الاسرائيلية العدوانية على ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الاولى فانها تهيب بالمجتمع الدولي التدخل الحازم لايقاف هذا العدوان الاسرائيلي السافر".



إطلاق صواريخ على إسرائيل

وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي التي لم توقع اتفاق وقف اطلاق النار الذي أبرم في نوفمبر تشرين الثاني انها أطلقت اليوم صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل ردا على هذه الحفريات. ولم تحدث الهجمات الصاروخية أضرارا كبيرة.



مخاوف من "صلاة الجمعة"

وذكر متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن الشرطة خلال عدة مناوشات اعتقلت 30 شخصا في القدس منذ يوم الثلاثاء وان كثيرين مازالوا في الحجز. وقال ايلان فرانكو قائد شرطة القدس لراديو الجيش "ما من شك في أن يوم غد سيكون اختبارا" مشيرا الى صلاة الجمعة. ومنعت الشرطة الاسرائيلية مفتي القدس ورجال دين من الاقتراب من المسجد.
وتظاهر زهاء مائة فلسطيني واسرائيلي من اصل عربي بهدوء احتجاجا على تواصل الاشغال في حين منعت الشرطة مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين من دخول منطقة الحفريات, بحسب الشرطة.
وكان الحرم بؤرة لصراعات في السابق. وبدأت انتفاضة فلسطينية عام 2000 حين زار ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق المريض الحرم القدسي وكان وقتها في صفوف المعارضة.
وفي عام 1996 فتحت اسرائيل مدخلا لنفق أثري قرب الحرم الشريف مما فجر احتجاجات فلسطينية واشتباكات قتل فيها 61 فلسطينيا و15 جنديا اسرائيليا.