سيرة الشهيد : يحيى عوني محيسن " أبو سارة "

أخلص عمله في الدنيا طمعا في أجر الآخرة

سيرة الشهيد : يحيى عوني محيسن " أبو سارة " Yhia_a_mhaisn

الشهيد المجاهد/ يحيى عوني محيسن "أبو سارة"

أخلص عمله في الدنيا طمعا في أجر الآخرة

القسام - خاص:

تحدث
"أبو يحيى" والد شهيدنا بأن ابنه يحيى قبل أن يذهب إلى عمله في يوم
استشهاده نزل الساعة السادسة من المنزل وسلم على والديه، ثم قال لهم:" أنا
ذاهب للعمل، ولا أريد التأخر على العمل"، وأوضح والده أنه كان على عجلة من
أمره، وبعد ذهاب يحيى إلى العمل قال أبو يحيى لزوجته:" أنا غير مطمئن
وأشعر بأن أمراُ ما سيحصل ليحيى"، وبعد سماع دوي الانفجارات قال أبوه
وبأعلى صوته:" يحيى استشهد".

المولد والنشاة

في
السادس عشر من شهر فبراير من العام 1980م في حي الشجاعية بمدينة غزة وسط
خمسة من الأخوة وخمسة من الأخوات، سبقه شقيقه أيمن في العام 2006م شهيدا
في سبيل الله، إنه فارسنا المجاهد يحيى عوني عوض محيسن.

نشأ
شهيدنا "أبو سارة" في حي الشجاعية في منزل عائلته البسيط، وترعرع في ظل
أسرة ملتزمة ومحافظة على تعاليم الدين الإسلامي، وانتقل للعيش في منزل آخر
في نفس الحي بجوار مسجد الشهيد فتحي الشقاقي، ويعتبر يحيى الشهيد الثاني
من أبناء أسرته، حيث سبقه أخيه أيمن القائد الميداني في الوحدة الخاصة في
حي الشجاعية في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من العام 2006 أثناء تأديته
لمهمة جهادية.

كان
شهيدنا على علاقة طيبة مع والديه ويحرص على إرضاءهم، ويقول أبو يحيى والد
يحيى:" لقد كان يحيى خلوقا ومهذباً وهادئاً حنوناً على أمه وبإخوانه
وزوجته وابنته، وكان يطيعني ويلبي أي طلب يطلب منه".

أما
أم يحيى فتقول:" إن يحيى كان أكثر إخوانه حناناُ وعطفاُ علي، وكان محافظاً
على الصلوات الخمس في المسجد وخاصة صلاة الفجر، فكان يؤديها حاضراُ في
المسجد، ويحرص على إرضائي وإرضاء والده".

كانت
علاقة شهيدنا "أبو سارة" بإخوانه وأخواته جيدة قائمة على الاحترام
والتقدير، ويقول أبو عدي شقيق يحيى:" كان يحيى خلوقاً ومهذباً ودائم
الابتسامة.. حنوناُ ومحباُ لإخوانه، وعلى الرغم من أن يحيى كان الأكبر
فينا سناُ إلا أنه في حياته لم يرفع صوته على أحد من إخوانه، كما أنه لم
يتأخر في أي طلب كنت أطلبه منه".

أما
على صعيد علاقة شهيدنا يحيى بجيرانه، فقد كانت علاقة متميزة قائمة على
الاحترام المتبادل، وكان يحب جيرانه ويحترمهم ولا يزعجهم، ويقول أحد
جيرانه:" عند انقطاع الكهرباء كان يمد لنا الكهرباء، ويحرص على مشاركتنا
في أفراحنا وأحزاننا ولم يتوان يوماً عن مساعدتنا في أي أمر نحتاجه".

دراسة وزواج

درس
شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة عمر بن عبد العزيز "الفرات سابقا"
وكان ذلك في بداية الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة" في العام 1987م،
وتابع مسيرته التعليمية ودرس المرحلة الإعدادية في نفس المدرسة التي درس
فيها المرحلة الابتدائية، وبعد إنهاء هذه المرحلة، انتقل شهيدنا لإكمال
دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة جمال عبد الناصر شرق حي الشجاعية، حيث
انتهت مسيرته التعليمية بعد أن أنهى الثاني الثانوي ليترك الدراسة ويتفرغ
للعمل مع والده.

ونظراً
للظروف الصعبة التي كانت تمر بها عائلة الشهيد اضطر إلى ترك الدراسة
لمساعدة والده في عمله في مجال البناء، ثم انتقل إلى العمل في عدة مصانع
في القطاع من ضمنها مصانع إعادة تكرير البلاستيك، وبعد اندحار أذناب
الاحتلال من قطاع غزة عمل شهيدنا في صفوف الشرطة الفلسطينية في قسم أمن
الجوازات إلى أن لقي الله شهيداً وهو في عمله في مركز الجوازات هو ورفيق
دربه الشهيد أمين الزربتلي.

ويقول
أبو يحيى والد شهيدنا:" إن أكثر شيء كان يحبه الشهيد هو أن يرى أمه ووالده
سعيدين، وكان يغضب عند غضبهما، وكان أيضا يحب العمل الجهادي ويمضي وقتاُ
طويلاُ في العمل الهندسي، حيث كان يقوم بصناعة بطاريات التفجير لإخوانه
المجاهدين وكان يحب الرباط كثيراً في سبيل الله".

وفي
العام 2006م أكمل شطر دينه وتزوج ورزقه الله حتى لحظة استشهاده بابنة
واحدة كان حريصا على تربيتها التربية الإسلامية الصحيحة على منهاج الإسلام
العظيم.

في صفوف حماس

تأثر
شهيدنا برحيل الشيخ المجاهد أحمد ياسين وباستشهاد الدكتور عبد العزيز
الرنتيسي، كما تأثر أيضاً باستشهاد شقيقه أيمن، وهو الأمر الذي جعله أكثر
تمسكاُ بدعوته وأكثر إصرارا على الجهاد والمقاومة حتى دحر اليهود
الغاصبين، ونتيجة لتأثره بهذه الشخصيات المجاهدة فقد التحق شهيدنا "أبو
سارة" في صفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مطلع العام 2005م.

وجاء
انضمام يحيى لحركة "حماس" نتيجة إعجابه الشديد بنهج الحركة واقتناعه
بفكرها ورسالتها، ولتأثره بالعديد من قادتها وحبه لأن يكون رجلاُ مجاهداُ
ومقاوماُ في الجناح العسكري لها كتائب الشهيد عز الدين القسام.

التزم
شهيدنا المجاهد في مسجد الشهيد محمود أبو هين الكائن شرق حي الشجاعية، حيث
كان محباً لإخوانه وصاحب علاقة طيبة مع جميع شباب المسجد قائمة على الحب
والاحترام يحبهم ويحبونه، وكان يشارك إخوانه في نشاطات المسجد الدعوية من
صلاة وصيام وقيام وحضور الندوات والجلسات الإيمانية التي كانت تقام في
المسجد وكان يشارك في الأنشطة الاجتماعية مثل زيارات منازل إخوانه في هذا
المسجد.

وفي
يوم الخامس والعشرين من سبتمبر من العام 2006م بايع شهيدنا حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" وجماعة الإخوان المسلمين وكان في صفوف الحركة برتبة "أخ".

حفيد للقسام

ارتياد
شهيدنا يحيى للمساجد واختلاطه بشباب الحركة الإسلامية وما رآه من أخلاق
عالية عند هؤلاء الشباب، جعلته يتقرب منهم أكثر فأكثر، وبعدما تم تأهيله
دعوياُ تم اختياره للعمل في الجناح العسكري لحركة "حماس"، وذلك بعد إلحاح
شديد من الشهيد رحمه الله، حيث كان انضمامه للكتائب مطلع العام 2006م.

وبعد
انضمامه للعمل في صفوف كتائب القسام، كانت علاقته بإخوانه المجاهدين قوية
جداُ وكان ملازماُ لهم ويحثهم على الصلاة ولا يبخل عليهم بآرائه وأفكاره
وكان يمازحهم في أوقات الرباط، ويقول أحد المجاهدين:" إن يحيى كان حريصاُ
على المشاركة في معظم المهمات الجهادية ولا يقصر في أي أمر أو مهمة تطلب
منه وكان على قدرة المسئولية الموكلة له".

كان
شهيدنا رحمه الله تربطه علاقة قوية بالشهيد أمين الزربتلي والذي استشهد
معه، حيث كان الشهيدان لا يفارقان بعضهما البعض، وكانت تربطه علاقة بابن
خالته الشهيد محمد قنوع والذي استشهد في استهداف جبل الشعف في السادس من
سبتمبر من العام 2004م، وكذلك كانت تربطه علاقة بالشهيد محمد طلال فرحات
الذي استشهد في الثالث من شهر نوفمبر من العام 2006م.

وخلال
مسيرته الجهادية، شارك شهيدنا "أبو سارة" في صد العديد من الاجتياحات
الصهيونية المتكررة على حي الشجاعية، وكذلك شارك في عمليات نصب العبوات
وتجهيزها وفحصها من فترة لأخرى، وكان أحد المتميزين في وحدة الهندسة
القسامية، وتم اختياره لتلقي دورة خاصة على مستوى كتيبة الشجاعية وكان
متميزاً فيها.

ويقول
"أبو محمد" رفيق درب شهيدنا:" إن الشهيد كان متميزاً في عمله وملتزماً
بمواعيد رباطه، وكان يشارك في كثير من عمليات تجهيز العبوات ونصبها، وذلك
بعد تلقيه العديد من الدورات في سلاح الهندسة، ".

وحان أوان الرحيل
وفي
يوم السبت السابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام 2008م أول أيام "حرب
الفرقان"، استهدفت طائرات العدو الصهيوني المقرات الأمنية وبينها مركز
الجوازات، حيث كان يحيى على رأس عمله، فاستشهد يحيى ومعه العشرات من عناصر
الأجهزة الأمنية بينهم صديقه الذي لم يفارقه في حياته أمين الزربتلي،
وصديقه أحمد قنوع.

رحم الله شهيدنا واسكنهو فسيح جناته مع النبين والصديقين ان شاء الله

مشكو اخي اكرم على السيرة الرائعة ونتمنا دوام التقدم والنجاح

الى الاما ان شاء الله

رحمك الله يا أبا سارة كم كنت مقداما في ساح الوغا
يارجل في زمن عز فيه الرجال
لا نقول وداعا بل نقول الي اللقاء ان لم يكن فوق الثرا فبجنة رب السماء
أشكرك أكرم علي هذا السرد لسيرة حياة الشهيد يحي وجعله الله في ميزان حسناتك

بوركت جهودك أخي أكرم
رحم الله شهيدنا يحيى أبا سارة وأسكنه فسيح جناته
ونسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى
فهنيئا له الشهادة فهم الفائزون حقا فلقد صدقوا مع الله فصدقهم الله

أم سارة

» صور الشهيد يحيى عوني محيسن رحمه الله
» نبذة من سرة الشهيد سعيد صيام " ابا مصعب " رحمة الله عليه
» هآرتس" سلطة الآثار الاسرائيلية وجمعية "إلعاد" تنفذان بناء مركز تجاري وقاعة مؤتمرات بمحاذاة المسجد الاقصي
» مؤسسة الأقصى تكشف عن افتتاح متحف "الهيكل الثالث"
» ماذا يحدث لجسم الانسان عند القول " يا الله "