ظاهرة إنتشرت في المنتديات وبالذات المتعلقة بالحياة الزوجية منها وهي ظاهرة وصف لأحدث طرق العلاقة الحميمة
والأساليب المبتكرة للجماع ومايتبعها من مداعبات وحركات بوصف شامل دقيق جريء ......وبحجة أنه
(لاحياء في الدين)ويظنون بذلك انهم يخدمون غيرهم ويعلمونهم ممن لا يعرفون شيئاً من هذا القبيل
وللأسف مثل هؤلاء يتحججون بأنه
(لا حياء في الدين) ...ووالله وتالله ليس هذا المقصود بتلك العبارة الشريفة
فالمقصود بعبارة انه لا حياء في الدين
هو:الإستفسار والسؤال عن مايخفى عليك من معرفة الأماكن المباحة للجماع أو طرق الغسل من الجنابة أو معرفة مدة الحيض أو السؤال عن الإستحاضة أو السؤال عن الفرق بين المذي والمني
أو....أو......أو.....او السؤال عن كل مانجهله في حياتنا الخاصة لنتصرف على علم وبينة بأحكام ديننا
ولكن مانراه الأن من مواضيع تتظلل بظلال عبارة (لاحياء في الدين) فهو قمة الرذيلة والوقاحة والدعوة للحرام فعندما يقرأ شاب غير متزوج أو فتاة غير متزوجة تلك الاوصاف الخليعة فتهيج غرائزهم فأين بالله يقضونها؟؟؟......البعض للأسف بسبب تلك المواضيع يلتجأ للحرام لينفس عن نفسه مما قرأه
لا والله ليست العبارة بذلك المعنىفديننا دين (الحياء) وقال
(الحياء شعبه من شعب الايمان)ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام قدوة فلم يرد حديث ولا لفظ عنه يصف تلك العلاقة بذلك الأسلوب
بل مادرج على لسانه عليه الصلاة والسلام يتصف بالحياء والادب اقرأوا هذا الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال خذي فرصة من مسك فتطهري بها
قالت:كيف أتطهر ؟
قال تطهري بها
قالت كيف
قال سبحان الله تطهري بها
فاجتذبتها إلي فقلت تتبعي بها أثر الدم...
(فرصة)..أي قطعة قطن أو صوف مطيبه بالمسك..
انظروا للأدب الجمّ والحياء فهو بأبي وأمي إستحي أن يصف لها أكثر من ذلك
وجذبتها إليها السيدة عائشة رضي الله عنها ووضحت لها القصد بأدب أيضاً
( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)و
("أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" )انظروا للوصف البليغ وبأدب جم من ربنا فقد أشار سبحانه بإشارة للجماع
أما مانقرأه الأن من وصف وبعضه مدعوماً بالصور المرسومة لحركات العلاقة الزوجية تحت ستار
(لاحياء في الدين) فهو مالايرضاه ربنا فقد حرم وصف الرجل أو المرأة لما يحدث بينهما من علاقة
وقد مثل النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ الزوجين اللذين يتحدثان عن أسرار الفراش كمثل شيطان وشيطانة تلاقيا في طريق ما فجامعها بمرأى من الناس
فعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والرجال والنساء قعود عنده فقال :"لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله , ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها "
فارم القوم – يعنى سكتوا ولم يجيبوا –
فقلت : أي والله يا رسول الله , إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون .
قال : فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون " .
فهذا نهي صريح عن كشف أسرار الفراش فكان هذا الكشف والإفشاء صورة جنسية معروضة في الطريق والفتنة الشيطانية المعروضة في الطريق العام تتوق إليها النفوس الآثمة وتنفق في سبيل الحصول عليها الأموال الطائلة .
كما أنها نوع من المجاهرة , وسبب لتجرؤ السفهاء وإماطة اللثام عن الحياء .
أما من يتحججون بانهم يعلمون من لا يعرف فاسألهم:وأنتم من علمكم ذلك؟؟!!!!ألستم تعلمتموه بالفطرة ؟؟!!!إذن اتركوا غيركم ليتعلم بنفسه ويبتكر بنفسه مثلكم فهذه فطرة من الله لا تحتاج لتعليم بل تظهر مع مرور السنين وبعد ان يحدث بين الزوجين مودة ورحمة وفتتآلف قلوبهم وتصبح جسداً واحداً
فكم من رجال قرأوا تلك المواضيع في أول زواجهم وحدثت بينهم وبين زوجاتهم مشاكل فهم يريدونها أن تفعل مثل مايقرأون
وبالعكس تقرأ الزوجة الموضوع وتقول لماذا لايفعل لي زوجي هكذا ...فتراها تنفر من زوجها وتتهمه بعدم الرومانسية
ونسوا هؤلاء جميعا أن من يكتب هذه المواضيع متمرس في العلاقة منذ فترة طويلة وابتكر خلالها مايكتبه .
فكيف نطالب زوجة حديثة العهد بالزواج متربية على الحياء والأدب أن تخلع برقع الحياء مرة واحدة ونطالبها بأن تكون مثل تلك الكاتبة المتمرسة منذ فترة
لذا فلكل من يكتب مثل تلك المواضيع أقول :إتق الله فيدك ستشهد بكل حرف كتبته
ولا تكتب إلا مايسرك أن تلقاه وانت واقف أمام الله
وتذكر تحريم الله وصف تلك العلاقة الخاصة بين الزوجين
ولا تنسى أن القلم نعمة من الله فأجعل مداده الخير والإحسان
وأجعل من قلمك باب واسع تجري منه الحسنات كالسيل نحو الجنان
ولاتجعل منه باب للسيئات يجر عليك الويلات دنيا ودين