المذاكرة تلك الكلمة التي يعتبرها البعض عبئاً و حملاً ثقيلاً مما يصيب الكثير من الطلاب بالملل الذي يدفعهم إلى الإحباط الذي يهوي بهم إلى الكسل ثم ترك المذاكرة كلية .
ونحن من خلال هذه الأسطر القليلة نحاول معاً معالجة هذه القضية من خلال الإجابة على بعض الأسئلة الشائعة بيننا كطلاب ؛ حتى نقيم علاقة تطبيع مع المذاكرة فنقبل عليها بقوة ونشاط واضعين نصب أعيننا قول الله تعالى :" قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الأنعام:162) رافعين شعار :" يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" (مريم: من الآية12)
* ما هي الطريقة المثلى للاستذكار وفهم كل شيء يدرس ؟
أولا: قم باستعراض عام للمادة أو للفصل الذي تنوي قراءته أو مذاكرته، وهذه العملية تستغرق وقتا قصيرا (5 دقائق في الحد الأقصى) تقوم خلالها بتفحص العناوين الرئيسة والفرعية، وبقراءة المقدمة أو الخلاصة إن وُجدت، وأخذ فكرة عامة عن النص.
ثانيا: اكتب بعض الأسئلة حول النص المراد قراءته، وقد تتم هذه العملية عبر تحويل أو إعادة صياغة العناوين بكتابتها على شكل أسئلة.
ثالثا: ابدأ بقراءة النص قراءة صامتة؛ فالقراءة هنا موجهة نحو الإجابة عن الأسئلة التي كتبتها في المرحلة السابقة، وهذا الأمر سيزيد من مستوى تركيزك أثناء القراءة..
رابعاً: ابحث في كل فقرة عن جملة رئيسية (جملة المضمون)، وهي الجملة التي تعبر عن الفكرة الأساسية في الفقرة.
خامسا: قم بترديد أو تسميع جمل المضمون بصوت عال؛ فهذا سيساعدك في حفظها وعدم نسيانها.
سادساً: اكتب أو دوّن على دفتر أو أوراق خاصة خلاصة بالمادة التي قرأتها، وهذه قد تشمل الأفكار الرئيسة الموجودة في جمل المضمون.
سابعاً: حاول أن تصنف المادة بطرق مختلفة، وأن تبحث عن العلاقات الموجودة بين تفصيلاتها، وأن تعقد المقارنات.. وهذا سيساعدك في الوصول إلى فهم أفضل للمادة.
** لا أستطيع الجلوس للمذاكرة لفترة طويلة، وسريع الملل، كما أن قدرتي على التركيز وبالتالي على التحصيل غير مرضية ؟
فيما يتعلق بضعف القدرة على التركيز، يجب أن نتساءل معاً حول وجود بعض القضايا التي تشغل حيزا من تفكيرنا أثناء المذاكرة، وإذا كانت الإجابة عن هذا السؤال بنعم؛ فالنصيحة هنا بضرورة تخصيص وقت للتفكير بهذه القضايا بحيث لا تتداخل مع التركيز أثناء المذاكرة.
• أيضا قد تكون أسباب ضعف تركيزك مرتبطة بسوء تهوية المكان الذي تذاكر فيه، أو بضعف الإضاءة، أو ربما شدتها وغيرها من العوامل المادية التي تسهم في تشتت الانتباه.
• *أما ما يتعلق بسرعة الملل فهذا بسبب غياب المتعة الذي ينتج في كثير من الحالات عن غياب النجاح، بمعنى ربما أنك تواجه صعوبة في فهم بعض الموضوعات التي تدرسها؛ الأمر الذي يتسبب في شعورك بالملل.. والمطلوب إذن هو التأكد من هذا الأمر، ومحاولة تجاوز الصعوبات إن كانت موجودة
• *ولإضافة عنصر التشويق والإثارة على عملية المذاكرة قد يكون من المناسب أن تربط بين إنجازك فيها أثناء الجلسات المختلفة وممارستك لأنشطة أخرى تحبها مثل أن تقول: لن أشاهد برنامجي المفضل الليلة إلا عندما أنتهي من مذاكرة الموضوع الفلاني.. ولضمان ضبط أكثر على هذه المسألة؛ قد تشرك أحد والديك ليشرف على هذا الموضوع، بمعنى أن تجعل منه رقيبا يساعدك في التقيد بالوعود التي تقطعها على نفس.
** عندي مشكلة كبيرة في حفظ المواد النظرية، رغم أنني متفوق في المواد العملية، فماذا أفعل ؟
بدايةً.. الحفظ يمثل أسهل العمليات العقلية ، فالقدرة على الحفظ ترتبط بعدد من العوامل وتحتاج إلى بعض التدريب. وفيما يلي بعض الموجهات العامة التي قد تساعدك في عملية الحفظ :
أولا: تأكد من تركيزك على النص الذي تقوم بقراءته فقط، وعدم انشغالك بأي مثيرات أو قضايا خارجة عما تحاول تعمله وحفظه.
ثانيا: استخدم كلماتك الخاصة لحفظ المعلومات كلما كان ذلك ممكنا، شريطة ألا يؤثر هذا الأمر على معنى النص.
ثالثا: يحتاج الحفظ عادة إلى أمرين: الوقت والتسميع، بالنسبة للأمر الأول (الوقت) فإنه من الضروري التأكد من توفير الوقت اللازم لحفظ النصوص وذلك لتجنب الحشو الدماغي الذي يؤثر سلبا على الحفظ وعلى القدرة على التذكر، وموضوع الوقت لا يشمل توفير قدر كاف منه فقط لكنه يشمل كذلك توزيع العبء الدراسي المراد حفظه على مدى زمني أطول، بمعنى إذا كنت تحتاج إلى 10 ساعات لحفظ نص معين فإنه من الأفضل توزيعها على ثلاثة أيام بدلا من ضغطها في يوم واحد.
أما بالنسبة للتسميع فيعني ترديد ما نريد حفظه بصوت مسموع، فالقراءة لأغراض الحفظ يجب أن تكون قراءة جهورية.. ويجد بعض الطلبة في الكتابة أثناء الترديد أو التسميع ممارسة تسهل من عملية الحفظ.
رابعا: إن أفضل الأوقات للحفظ والتي يقل فيها التداخل وبالتالي النسيان هي الساعة التي تسبق النوم مباشرة، والنصيحة إذن بمحاولة الحفظ قبل الذهاب للنوم.
خامسا: إن الترك أو عدم الاستعمال يمثل أهم أعداء الحفظ؛ ولهذا لا بد من توفير وقت للمراجعة للتأكد من استعمال المواد أو النصوص التي تم حفظها؛ الأمر الذي سيقلل احتمالية نسيانها .
** كيف أخطط جدول للمذاكرة ؟
- ابدأ الفترة الأولى من الجدول بعد فترة راحة من اليوم الدراسي، ويجب ألا تطول فترة استذكار مادة معينة حتى لا يشعرك هذا بالملل على أن تتوقف للترويح عشر دقائق كل ساعتين مثلاً.
- لا تربط بين الوقت المحدد وكمية محدودة من المادة لأن ذلك سيضطرك إما إلى التخلص والانتهاء من الكمية المطلوبة بشكل قد يترتب عليه عدم الاستيعاب الجودة المطلوبة، أو التخلي عن النظام الذي وضعته لنفسك في الجدول.
- إذا اضطرتك الظروف لمخالفة الجدول والخروج عنه فلا تقلق وأعد النظر في الجدول بحيث تعيد تخطيط الوقت بشكل يتلاءم مع هذه الظروف المتغيرة .
- وأخيرًا يُفَضَّل أن تبدأ جدول استذكارك اليومي بما درست من مواد في نفس الموضوع، فتكون المذاكرة بمثابة متابعة دقيقة لما تدرس، وقد يساعدك ذلك على اكتشاف صعوبات ما تدرس فترجع في اليوم التالي لمدرسك لاستيضاح هذه الصعوبات.
** ما هي الطريقة السليمة للمراجعة أيام الامتحانات؟
أولا: التأكد من وضع جدول للمراجعة نضمن فيه تخصيص وقت لمذاكرة كل الموضوعات.
ثانيا: التأكد من إشباع حاجاتنا الأساسية التي تساعدنا في التركيز أثناء المراجعة للامتحانات، وألا يقود انغماسنا في المذاكرة إلى إهمال حاجات مثل النوم أو تناول وجبات الطعام، فإهمال هذه الحاجات يؤثر سلبا على قدرتنا على التركيز أثناء المراجعة.
ثالثا: من الضروري أن نركز على نقط ضعفنا، وأن نعطيها عناية خاصة؛ فتأجيل مذاكرة الأجزاء الصعبة يتسبب عادة في رفع مستوى قلقنا؛ الأمر الذي يترك أثارا سلبية على جودة التعلم والإعداد للامتحان.
رابعا: من المفيد أن نجلس لامتحان تجريبي نعمله بأنفسنا، أو قد يساعدنا شخص راشد في إعداده، وهذا الامتحان سيسهم في خفض شعورنا بالقلق، وسيساعدنا في تحديد نقاط قوتنا وضعفنا وبالتالي سيوجه عملية المذاكرة القادمة.
خامسا: يجب تجنب المراجعة قبل موعد الامتحان بوقت قصير؛ فهذا يتسبب عادة في رفع مستوى القلق وفي التشويش؛ وبالتالي في التأثير سلبا على أدائنا في الامتحان