تتعدد الجماعات والمنظمات الإرهابية اليهودية العاملة من أجل هدم المسجد الأقصى المبارك, وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم مكانه. ويقود معظم تلك الجماعات ضباط عسكريون سابقون, وتشكل معظمها برعاية ظاهرة أو خفية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويجمع بعضها إضافة إلى العديد من الإرهابيين اليهود المتعصبين, من المدربين جيدا على استعمال السلاح, عددا من المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين, الذين يؤمنون بأن قيام الدولة العبرية وبلوغها قمة مجدها ييسر عودة السيد المسيح عليه السلام.
ومع اتجاه المجتمع الصهيوني نحو التوجه اليميني المتطرف, يتزايد نفوذ تلك الجماعات والمنظمات الساعية لهدم الأقصى.. لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد, فالحكومات الصهيونية المتعاقبة, من يمين ويسار, حرصت على طمس الآثار الإسلامية, وعملت على حفر الأنفاق تحت أساسات الأقصى المبارك, حتى ينهار من تلقاء ذاته في أبسط هزة أرضية تضرب المنطقة.
ويذهب الباحث نزار حميد في مقاله المعنون بـ"المنظمات والجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى", المنشور في مجلة /معلومات دولية/ إلى أن سلطات الاحتلال قامت بالعديد من الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته, حتى تتصدع جدرانه, وينهار بناؤه، كما قامت بهدم وإزالة جميع المباني الإسلامية من معاهد ومساجد وزوايا وأسواق ومساكن ومقابر قائمة فوق منطقة الحفريات, وملاصقة أو مجاورة لحائط البراق.
ويضيف أنه مع بدء الاحتلال لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 نشط المستوطنون اليهود من المتدينين وغيرهم في إقامة منظمات إرهابية متطرفة, بمساعدة من جيش الاحتلال, وعملوا على الاستيطان في الضفة الغربية, على أنها جزء من أرض (إسرائيل) الكبرى, التي نادى بها زعماء التطرف الديني في الدولة العبرية, كما عملت تلك المنظمات والحركات على تخريب الحرم القدسي الشريف لإزالته, وإقامة ما يسمى "هيكل سليمان" أو الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه.
ويرى الباحث حميد أن هذه التنظيمات قد غذت تطرفها وعنصريتها من الأيديولوجية الصهيونية العنصرية, ومن حركات اليمين المتطرف, وبقايا عصاباتها, التي واصلت نشاطها بعد عام 1948, ومن "تنظيمات اليمين المتطرف الوافدة إلى الدولة العبرية, ومن الأحزاب والحركات الدينية المتطرفة, التي شكلت تيارا واسعا, زاوج بين التطرف اليميني والتطرف الديني، يقوده هوس العداء للعرب, وهستيريا الاستيطان، وأفرز تنظيماته الإرهابية الجديدة".
ويعتبر الباحث حميد أن تلك المنظمات قد رسخت جهدها, ودربت أفرادها على تخريب الأقصى وإحراقه, وتدنيس حرمته, وقد أخذت شكل العصابات المسلحة والمتزمتة دينيا, التي تعمل بصورة علنية أو سرية وأهمها:
جماعة "غوش ايمونيم"
جماعة "غوش ايمونيم" ومعناها كتلة الإيمان, وتطلق على نفسها أيضا حركة التجديد الصهيوني. وقد أسسها موشي ليفنجر في أيار (مايو) عام 1974، وتعد من إفرازات حرب تشرين أول (أكتوبر) عام 1973، وهي حركة جماهيرية دينية متطرفة, تسعى للاستيطان في الضفة وقطاع غزة, وتعمل لإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى, وتؤمن بالعنف لتحقيق ذلك، ومعظم أعضائها من شبيبة المدارس الدينية التابعة لحزب "المفدال" اليميني المتطرف. وتضم الحركة عددا من أشهر حاخامات دولة الكيان البارزين. وتتميز هذه الجماعة عن سواها من المنظمات الإرهابية الصهيونية, بأنها تمزج الإيمان والأعمال ذات الطابع السياسي.
وترفع "غوش ايمونيم" شعارا لها عبارة "الاستيطان في كل أرجاء "إسرائيل", وتدعو إلى طرد العرب من فلسطين بالقوة, وهي تحظى بدعم حكومي, وبدعم مختلف التيارات الحزبية, وهذا ما أكسبها قوة شعبية.
وينقل الباحث حميد عن داني روبنشتاين مؤلف كتاب "غوش ايمونيم: الوجه الحقيقي للصهيونية" قوله "لا نعتقد أن حركة غوش ايمونيم كانت تستطيع تكوين نفسها, والعمل وفق أسلوبها, دون التعاون العلني والخفي من قبل الحكومات الصهيونية ، لا سيما في ظل الليكود".
ويذهب حميد أن نشاطات هذه الحركة الاستيطانية والعدوانية, تتيح هامشا للمناورة الإسرائيلية على مستوى السياسة الخارجية, متذرعة بأن الاستيطان يتم بمبادرات شخصية, وبطريقة عشوائية, دون ضوابط رسمية تضبط المستوطنين.
ويضيف أن "غوش ايمونيم" تتعاون مع حركة "كاخ" الدينية المتطرفة في نشاطاتها الاستيطانية، وهناك حركة دينية تؤمن بمنطلقات "غوش ايمونيم" نفسها, ويترأسها عزرا زوهار، وتطلق على نفسها اسم حركة "عتسمؤوت".
حركة حي فاكيام (الحي القيوم)
تأسست في وقت متأخر. ووفقا لبعض المصادر فإن اتفاق المبادئ, الذي وقعت عليه الدولة العبرية ومنظمة التحرير الفلسطينية, هو الذي أدى إلى تسريع الكشف عن وجود هذه الحركة, التي تشكل نواة عقائدية صلبة, ويعيش معظم أعضائها البالغ عددهم مئات, في مستوطنات "غوش عتسيون", وهم في الغالب ضباط من وحدات مختارة، ومن زعمائها مردخاي كربال ويهودا عتسيون, الذي كان عضوا في التنظيم السري اليهودي, وهو الذي وضع خطة لتفجير المسجد الأقصى أوائل الثمانينيات، وقد خططت هذه الحركة عدة مرات لنسف المسجد الأقصى, واعتقل أفواج من أعضائها أكثر من مرة.
ويعد المنظر الصهيوني "شبتاي بن دوف", الذي كان من أعضاء التنظيم السري اليهودي أيضا, مرشدا للحركة, ومبادئها المستندة إلى أن الظهور المستقبلي لثقافة إسرائيل, التي تستند إلى 4000 عام من التاريخ اليهودي, يتجلى في النظام والمؤسسات الجديدة, وبيت مقدس ثالث, ووثيقة استقلال جديدة، وأن الشيء الهام في نظر زعماء هذه الحركة هو "أبدية "إسرائيل".
حركة هتحيا (النهضة)
وهي حركة سياسية يمينية, تظهر توجهات غير دينية, وتعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفا وعنصرية في الدولة العبرية، ويعود ظهورها إلى تموز (يوليو) عام 1979, إذ انشقت عن حركة "حيروت", احتجاجا على اتفاقات كامب ديفيد, وانضم إليها قسم من جماعة "غوش ايمونيم" و"حركة المخلصين لأرض "إسرائيل" الكاملة". وهذه الحركة معنية بالسيطرة على منطقة المسجد الأقصى, لأن ذلك يحقق لإسرائيل السيادة والقوة.
وفي تحالفها مع حركة "تسومت", فازت "هتحيا" في البرلمان الصهيوني العاشر بثلاثة مقاعد, وفي البرلمان الحادي عشر والثاني عشر حصلتا معا على خمسة مقاعد. ومن أهم مبادئ هذه الحركة إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية, وضرورة تخصيص إمكانات مالية كبيرة لهذا الغرض. ومن زعمائها يوفال نئمان وغيئولا كوهين وحنان بن بورات.
وعلى الرغم من تظاهر حركة "هتحيا" بالعلمانية, إلا أنها دعت إلى ضم الجولان عام 1981, وبين زعيمها نئمان الفكر التوسعي لحركته, عندما أدلى بحديث لصحيفة /معاريف/ الصهيونية قال فيه سأعترف للجميع دون خجل: "أنني أنظر إلى لبنان على أنها أرض "إسرائيل" .. أرض الميعاد".
جماعة أمناء الهيكل
وهي جماعة دينية متطرفة, أنشأت لنفسها عام 1983 صندوق جمعية "جبل البيت", أو "جبل
الهيكل". وتسعى هذه الجماعة إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى, ولها فرع في الولايات المتحدة الأمريكية, يمدها من خلاله ماديا, مسيحيون متطرفون من كاليفورنيا, لكن مركزها الرئيس في القدس المحتلة. وتضع هذه الجمعية نصب عينها هدفا أساسيا هو إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم في نطاق "جبل البيت".
وتقوم هذه الجماعة بإقامة الصلاة اليهودية في الساحة المحيطة لحائط البراق (المبكى). ومن أبرز رموزها ستانلي جولدفوت, وهو أصلا من جنوب إفريقيا, وكان يعمل رجل مخابرات لصالح مجموعة شترين الإرهابية, التي اغتالت وسيط الأمم المتحدة الكونت برنادوت عام 1948.
حركة كاخ (عصبة الدفاع اليهودية)
ومعناها "بالبندقية"، وهي حركة يمينية متطرفة أسسها عام 1972 الحاخام اليهودي الأمريكي مائير كاهانا, الذي ولد وقتل في نيويورك, والذي مثل حركته في البرلمان الصهيوني الحادي عشر عام 1984. ويعرف كاهانا بآرائه التلمودية الداعية لطرد العرب الفلسطينيين من كل فلسطين بالقوة, لتبقى خالصة لليهود. وهو يرى أن العرب عامة والفلسطينيين خاصة مجموعة قومية متعصبة منحطة في نظر الدين (اليهودي), وكان يمارس العنف بشتى الوسائل ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة، ويرى أنه من الواجب اضطهادهم وطردهم.
ومن اتباعه جودمان, الذي قام بالهجوم على الأقصى يوم 11 نيسان (أبريل) 1982 وهو ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المسلمين. وقد قام كاهانا بدفع أتعاب المحاماة عنه حتى أطلق سراحه. ومعظم اتباعه من الطلاب الذي ركزوا نشاطهم في القدس, ودمجوا في عملهم أسلوب العمل العلني والسري.
ويتربع في قمة الهرم في هذه الحركة هيئة سياسية, وفي قاعدته هيئة عسكرية, وهيئات مالية وتعليمية وأيديولوجية, وتتبع لها لجنة الأمن على الطرقات, التي نشطت في فترة الانتفاضة الأولى. ومن نشاطات هذه الحركة التي استهدفت الأقصى قيام بعض أعضائها بعمليات إجرامية عدة, منها محاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى, ومحاولة تفجير قبة الصخرة, وإطلاق النار الطائش قربها.
حركة كهانا حي
وهي حركة إرهابية يمينية متطرفة لا تختلف عن حركة كاخ, من حيث الأيديولوجية, إنما توجد خلافات شخصية بين قادة الحركتين. ويقيم معظم أفرادها في مستوطنة "كفار تبوح" شمال الضفة الغربية, مع زعيمهم بنيامين, نجل الحاخام مائير كاهانا, الذي يرى نفسه على طريقة أبيه, ويملك مع مساعده سجلات عدة لأهداف محتملة ضد العرب, ومخططات لهجمات وأعمال تخريب ضدهم وضد ممتلكاتهم. وينظم النشاطات الخارجية لهذه الحركة يوكتمئيل يعقوب, ذو السجل الإجرامي الدموي.
ويرى المنتسبون لهذه الحركة ومعظمهم من يهود الولايات المتحدة الأمريكية أن "الشعب اليهودي" مقدس, وأن أرض (إسرائيل) مقدسة, لأنها تحمي الشعب من الناحية التربوية والدينية والطبيعية. ويتدرب أفراد هذه المجموعة البالغ تعدادها نحو 200 عضو, منهم 30 شابة, على القتال الفردي والقتال القريب والأسلحة الخفيفة في معسكر تدريب خاص بالحركة في الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن السلطات الصهيونية أصدرت قرارات عدت فيها حركتي كاخ وكهانا حي منظمتين خارجتين عن القانون, وذلك لمنعهما من اتباع وسائل عنيفة ضد الفلسطينيين. وهذه القرارات سياسية تأتي لتهدئة الرأي العام في العالم, ولترفع في الوقت ذاته السلطات مسؤولياتها عن الأعمال الإرهابية, التي تقوم بها تلك المنظمات.
مجموعة حشمونائيم
وهي إحدى المجموعات الإرهابية الفاشية, التي تتأثر بحركة كاخ, وتأسست في وقت متأخر، ويتزعمها الإرهابي يوئيل لرنر. وقد عرف أعضاؤها باللجوء إلى العنف الشديد, وبالخبرة العسكرية العالية، ويرجع ذلك إلى أنهم بعد أن فرغوا من الخدمة العسكرية اتجهوا إلى هدف السيطرة على بيت المقدس بالقوة, متمردين على سياسة الخطوة خطوة, المتبعة من الحكومة, ومطالبين بطرد السكان العرب من القدس كلها. ويعد الحاخام افيغدور نفتسال رئيس رابطة التاج القديم, الأب الروحي لهذه المجموعة.
يذكر أن هذه المجموعة قامت بمحاولة تفجير قبة الصخرة في تموز (يوليو) من عام 1982, غير أن المحاولة فشلت, عندما تم اكتشاف الشحنات الناسفة قبل انفجارها.
منظمة بيتار (منظمة الشباب التصحيحيين)
وهي منظمة صهيونية تأسست عام 1923, ولها فروع في عدد من الدول، إضافة إلى وجودها في الدولة العبرية, وهي تهتم بإقامة الصلوات اليهودية في ساحة الأقصى. ومن قادتها المحاميان رابينوفت وجرشون سلمون, الذي يترأس أيضا مجموعة آل هار هاشم.
حركة (تسوميت) أي مفترق الطرق
وهي حركة قومية متطرفة, أنشأها رئيس الأركان السابق رفائيل إيتان, وذلك في تشرين أول (أكتوبر) عام 1983. ومعروف أن إيتان من أشد اليهود تطرفا في استعمال العنف ضد العرب حين كان رئيسا للأركان. وتسعى الحركة إلى التركيز على الصهيونية مذهبا, لأنها هي الحركة المعنية بإعادة المجد إلى أرض صهيون. وتصر الحركة على بقاء القدس الموحدة عاصمة لدولة الكيان تحت سيادتها, وترفض الانسحاب من الضفة, وتدعو إلى تكثيف الاستيطان فيها.
وكانت "تسوميت" حصلت على 8 مقاعد في البرلمان الصهيوني الثاني عشر عام 1988, بعد أن كانت قد حصلت بتحالفها مع "هتحيا" في البرلمان الحادي عشر على 5 مقاعد.. وفي عام 1988 انشق عنها حزب "يعود", الذي انضم إلى حكومة العمل, ولكنه يتبنى أفكار "تسوميت" ذاتها.
منظمة سيوري تسيون
وهي رابطة تطوعية, تعمل بإشراف المدرسة الدينية "غليتستا"، وتظهر في شكل جمعية خيرية, وتتلقى دعما من وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس والجيش الصهيوني. وتهدف إلى تعميق الوعي إزاء الهيكل المزعوم والقدس لدى اليهود عامة والجيش خاصة، وتقوم بتنظيم رحلات دورية إلى الأماكن الدينية اليهودية في القدس. وهناك مدرسة تساندها, وتهيئ اليد العاملة للمؤامرة ضد بيت المقدس, هي المدرسة الدينية "عطيرت كوهانيم" الموجودة في الحي الإسلامي من القدس العربية.
وهناك مجموعة أخرى من المنظمات الإرهابية المتزمتة تحمل الأهداف ذاتها, لكنها أقل شهرة من المنظمات والجماعات التي تم ذكرها آنفا, وتسعى إلى تحقيق تلك الأهداف, من خلال أفراد احترفوا القتال في جيش الاحتلال ، ومنها:
مؤسسة هيكل القدس
مؤسسها اليهودي ستانلي جولدفوت, الذي انشق عن جماعة "أمناء الهيكل", وتضم في هيئتها الإدارية خمسة من النصارى الإنجيليين, منهم الفيزيائي الأمريكي لاجرت دولفين, الذي حاول مع جولد فوت التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها باشعة "اكس" بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي, الذي ابتكره دولفين لتصوير باطن الأرض, ليثبت للعالم أن الأقصى مقام في موضع الهيكل.
منظمة يشفيات اتريت كوهانين
وتعني التاج الكهنوتي, وتعود جذورها إلى الحاخام ابراهام يتسحاق كول. ويؤمن اتباعها بأنهم طلائع الحركة, التي ستبدأ المسيرة في الهيكل. وكانوا حتى عهد قريب يمتنعون عن الذهاب إلى ما يسمونه "جبل الهيكل", حتى تصدر فتوى لليهود بالصلاة عنده. وقد صدرت تلك الفتوى عام 1985. وهذه المنظمة لديها خطط هندسية جديدة لإنشاء الهيكل المزعوم، وهي تعقد ندوات دورية عن الهيكل وسبل العمل لإعادة بنائه.
حركة إعادة التاج لما كان عليه
ويتزعمها يسرائيل فويختونفر, الذي يحرك مجموعة عنيفة من الشباب المتعصبين, الذين يسيطرون ويعملون للاستيلاء على بيوت ومبان عدة في القدس, بدعوى أنها كانت يوما ملكا لليهود. وبعد أن يستولوا عليها يقومون بترتيب الجوانب القانونية لتمليكها لليهود. ويهدفون من وراء ذلك إلى الاستيلاء على أراضي الحي الإسلامي في القدس, بمحاذاة المسجد الأقصى, لصالح الحركات اليهودية.
مجموعة آل هار هاشم
ومعناها إلى جبل الله, وهي مجموعة تعمل من أجل ثبات الهيكل, ويترأسها المحامي جرشون سلمون. وقد حاولت مجموعة منها إقامة صلاة يهودية في المسجد الأقصى في 14 آب (أغسطس) 1987. وهناك حركة "الموالون لساحة المعبد", التي تهدف إلى الاستيلاء على أرض قبة الصخرة والأقصى وما جاورهما, ويقودها سلمون نفسه.
حركة الاستيلاء على الأقصى
وأعضاؤها يدعون علانية إلى هدم المسجد الأقصى, إضافة إلى طرد جميع السكان المسلمين من "أرض إسرائيل". ومن أهداف هذه الحركة أيضا تهويد مدينة الخليل, والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي, الذي أطلقوا عليه اسم "كنيس ماكفير". ومن أبرز رموزها يسرائيل آرائيل, والحاخام كورن, الذي يعد المرشد الروحي لعدد من الشبان اليهود, الذين قاموا بالاعتداء على المسجد الأقصى عام 1968.
حركة أمنا
أي الأمانة أو الميثاق, وهي تنظيم استيطاني تضم زعامته عددا من الشباب المتدينين اليهود, من ذوي القبعات المنسوجة, ومن خريجي المدارس الدينية، وهم يسعون إلى بث مفاهيم اجتماعية بين اليهود, تعتمد على الإيمان الديني بقرب الخلاص بظهور المسيح, وتدعو إلى التمرد على المؤسسات القائمة, إذا حدث أي تعارض مع ما تنادي به التوراة. وهي تتحرك عمليا لمنع الانسحاب من المناطق المحتلة عام 1967, بالاستيلاء على عشرات المستوطنات، وجعلها يهودية تحت الأمر الواقع.
عصابة لفتا (قبيلة يهوذا)
وهي مجموعة ذات نفوذ قوي, وعندها إمكانيات عسكرية كبيرة. وقد حاول أفرادها مرات عدة أن ينسفوا المسجد الأقصى وقبة الصخرة, عن طريق وضع متفجرات فيها, لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
تنظيم سري داخل الجيش
اكتشف هذا التنظيم عام 1984 في أثناء الإعداد لمحاولة قصف المسجد الأقصى من الجو, بواسطة سلاح الجو الصهيوني, لإزالته تماما من الوجود. ومعظم أعضاء هذا التنظيم ليسوا من الجماعات الدينية المتدينة المعروفة.
وهناك عدد كبير من الحركات الإرهابية السرية محدودة العضوية, وذات أهداف متماثلة منها حركة "حيرب ديفيد", أي سيف داود، وحركة "موكيد ياهف"، وحركة "تسفيا"، وحركة "سيف جدعون"، ومنظمة "دوف" أي "قمع الخونة" وحركة "غال"، ومنظمة ايال "التنظيم اليهودي المقاتل".
ويختم الباحث حميد بحثه بالخلاصة التالية أن "ما هذه التنظيمات ذات الطابع الإرهابي المتخفية تحت ستار الدين اليهودي إلا صورة مصغرة عن "دولة" امتهنت القتل والتدمير, ضاربة عرض الحائط أهمية الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين, أصحاب الأرض الأصليين".