اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإفشال الحوار الوطني الفلسطيني وقال إنها "أضاعت الفرصة من جديد".
ونفى عباس ما قالت حماس إنه "فيتو أميركي وإسرائيلي" يمنع عباس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها من الانخراط في الحوار الداخلي، وقال إن هذا الاتهام "حجة واهية" وأضاف "لا نخضع لأي فيتو، نحن نبحث عن مصلحتنا وعندما تتطلب هذه المصلحة أن نقول نعم نقولها، وعندما تتطلب أن نقول لا نقولها بدون خجل أو خوف".
وكانت مصر قد أجلت مبادرتها لرعاية الحوار الداخلي الفلسطيني بعد أن طلبت حماس هذا التأجيل بدعوى أن ظروف الحوار لم تتوفر بعد، مطالبة بإطلاق سراح أعضائها الذين تقول إن السلطة الوطنية الفلسطينية تعتقلهم في الضفة الغربية.
واتهم الرئيس الفلسطيني حماس -أثناء كلمة ألقاها في حشد جماهيري في رام الله بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل ياسر عرفات- بأنها هي أيضا من أفشلت المبادرة اليمنية للحوار، وتابع "وجاءت جهود مصر التي استمرت شهورا، وفي اللحظات الأخيرة خربوها وأجهضوها وأصابوا شعبنا بالإحباط ووضعونا في موقف حرج".
ووصف موقف قيادة حماس من المبادرة المصرية للحوار بأنه "موقف لا ندري له تفسيرا" مؤكدا رفضه كل الأجندات والمطالب والمصالح الأخرى غير مصلحة الشعب الفلسطيني، وقال "لن نقبل أي إملاء من أحد كائنا من كان".
الموقف العربي
ودعا عباس حماس إلى "العودة إلى حظيرة الوطن" وإنهاء ما سماه حالة "الانقلاب الأسود" في قطاع غزة، في إشارة إلى سيطرتها العسكرية على القطاع منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، وقال إن إنهاء الانقسام "لا يتم إلا بالحوار لا بالاحتكام إلى البنادق والقتال".
وطالب الجامعة العربية باتخاذ موقف "ممن يفشل الحوار كما وعدت بذلك من قبل" مؤكدا قبوله أي موقف عربي في هذا المجال.
وقال "سنبقى مع الحوار ونحن مع الجهود والدعوات العربية لإنهاء الانقسام" وأضاف "وحدتنا كانت وستبقى صمام الأمان والضمانة الأساس لصنع الانتصار" داعيا إلى "تكريس الانتماء الوطني وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية".
ودان الرئيس الفلسطيني السياسات الإسرائيلية "الهادفة إلى تقويض السلام" وخص بالذكر "الانتهاكات التي ترتكبها في القدس وسياسة الاستيطان ومواصلة بناء الجدار العازل".
عباس ألقى كلمته في مهرجان بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل ياسر عرفات