التاريخ: 09 / 11 / 2008 الساعة : 16:39
بيت لحم- معا- لم تعد العقوبات الاقتصادية والاغلاقات الاسرائيلية لمعابر القطاع بهدف ممارسة الضغوط السياسية على غزة وحكومة حماس تعمل كما في الماضي وذلك بعد اتساع دائرة التهريب عبر الانفاق وشمولية التهريب من حيث تنوع المنتجات والسلع الجاري تهريبها عبر شبكة من الانفاق تتسع وتتشعب كل يوم .
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية عن مصادر امنية وصفتها بالكبيرة قولها بان سلاح الاغلاق والعقوبات الاقتصادية اخذ في التأكل ويفقد قوته وذلك بعد ان وجد الفلسطينيون في مصر بديلا لمعظم المنتجات والسلع واغرقوا اسواق غزة بكل ما يبدد ظلمة الحصار الاقتصادي .
واضافت الصحيفة ان غزة لم تعد تعتمد على السولار والبنزين الاسرائيلي كما كانت سابقا بعد ان نجح الفلسطينيون بمد انبوبين تحت الارض يضخان وفقا لمصادر اقتصادية فلسطينية حوالي 150 الف ليتر سولار تستخدم في تشغيل الشاحنات ومضخات المياه المركبة على الابار اضافة لمولدات الكهرباء ما جعل الفلسطينيين يستغنون ولو جزئيا عن السولار الاسرائيلي لدرجة ان حماس ارسلت في الايام الاخيرة رسالة لاسرائيل تشير الى عدم رغبتها في شراء السولار الاسرائيلي الخاص بالسيارات وذلك عن طريق رجل اعمال فلسطيني يتعامل مع شركة " انيرجا " الذي ابلغ نظراءه في الشركة عدم رغبته في شراء السولار بحجة ارتفاع ثمنه رغم انخفاض الاسعار العالمية لكن السبب الحقيقي لوقف شراء السولار من اسرائيل حسب الصحيفة هو عدم وجود نقص في الاسواق الغزية بعد ان وصل البديل المصري للاسواق التي يباع فيها ليتر السولار المصري بـ 2-3 شيكل اي ما يعادل نصف ثمن ليتر السولار القادم من اسرائيل.
ووفقا لصحيفة "يديعوت احرونوت" فقد قررت قيادة حماس اخذ الامور بايديها بعد توقيع التهدئة حيث سيطرت على الانفاق واقامت ما سمي بادارة الانفاق وشرعوا ببناء خطوط نقل المحروقات ومضخات خاصة تساعد في هذا الامر فيما تتوقع مصادر امنية اسرائيلية ان تقوم حماس بنقل الغاز المصري عبر انابيب تحت الارض بعد ان نجحت في نقل الوقود وحل الازمة التي جعلت سكان القطاع في المرحلة الاولى يعودون الى استخدام الحمير والبغال بدلا عن سياراتهم التي شح وقودها جراء الحصار الاسرائيلي .
وتشير الحسابات الاسرائيلية بان القطاع يحتاج الى 110 شاحنات بضائع يوميا حتى يمكن الحديث عن مستوى حياة عادي بعيدا عن الجوع في حين يدخل القطاع حاليا ما بين 80-90 شاحنة فقط ما يشير الى تدني الطلب على البضائع الاسرائيلي التي تخلي مكانها في الاسواق للبضائع المصرية القادمة عبر الانفاق .
رغم خضوع غزة للحصار الشامل منذ اربعة ايام لم نسمع صوتا واحدا يحتج على الاغلاق او يشتكي من نقص في الاسواق وحتى اصوات المنظمات الدولية لم تسمع هذه المرة ما يشير الى تلاشي الضغط الاقتصادي الاسرائيلي على القطاع وتراجع اهمية وقوة تأثير الاغلاقات المتواصلة .