بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرادوا أن يحرجوا الشافعى أمام الخليفه هارون الرشيد
فانتصر عليهم بعلمه وحكمته
يحكى أن بعض فطاحل العلماء فى العراق كانوا يحقدون على الإمام الشافعى (رضى الله عنه) ويكيدون له .. وقد كان متفوقا
عليهم فى العلم والحكمة ، وكان متربعا على قلوب أكثر طلاب العلم الذين يحرصون على مجلسه ويقتنعون برأيه وعلمه ..
ولهذا إتفق هؤلاء العلماء الحاقدون على الإمام الشافعى فيما بينهم على تحضير بعض الأسئلة المعقدة وفى أسلوب الألغاز
حتى يختبروا بها ذكاء الشافعى ومقدار حكمته وإدراكه أمام الخليفة هارون الرشيد الذى كان يحب الشافعى
ويثنى عليه كثيرا.ً.
وبعد ان وضعوا الأسئلة أخبروا الخليفة الذى حضر المناظرة واستمع إلى الأسئلة التى أجاب عليها الإمام الشافعى
(رضى الله عنه) بكل فطنة وفصاحة ..
والتى كانت على النحو التالى:
س1 ما قولك فى رجل ذبح شاة فى منزله ثم خرج لحاجة وعاد فقال لأهله: كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علىٌ .. فقال أهله:
ونحن حرمت علينا كذلك؟
ج1 إن هذا الرجل كان مشركا ًفذبح الشاة على أسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض المهمات ، فهداه الله تعالى إلى الإسلام
وأسلم فحرمت عليه الشاة ،وعندما علم أهله بإسلامه أسلموا
هم أيضا فحرمت عليهم الشاة كذلك..
س2 ما قولك فى رجل هرب له غلام فقال: هو حر ان أكلت
طعاما حتى أجده .. فكيف المخرج له عما قال؟
ج2 يهب الغلام لبعض أولاده ثم يأكل ، ثم بعد ذلك يسترد
ما وهب..
س3 شرب مسلمان عاقلان حران الخمر .. يحد لأحدهما
ولا يحد للآخر؟
ج3 إن أحدهما كان بالغا ًوالآخر كان صبيا.ً.
س4 لقيت إمرأتان رجلان .. فقالتا: مرحبا بإبنينا وزوجينا
وإبني زوجينا؟
ج4 إن الغلامين كانا إبنى المرأتين فتزوجت كل واحدة منهما بإبن صاحبتها .. فكان الغلامان إبنيهما وزوجيهما وإبني زوجيهما..
س5 أخذ رجل قدح ماء ليشرب فشرب نصفه حلالاً ، وحرم عليه بقية ما فى القدح؟
ج5 إن الرجل شرب نصف القدح ورعف
(تساقط الدم الفاسد من انفه) فى الماء الباقى من القدح فاختلط الدم بالماء فصار محرما ًعليه..
س6 زنى خمسة نفر بإمرأة .. فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الحد ورابعهم نصف الحد وخامسهم لا شىء عليه؟
ج6 استحل الأول الزنا فصار مرتداً فوجب عليه القتل..
والثانى كان محصناً ( متزوجا )..
والثالث كان غير محصن..
والرابع كان عبداً..
والخامس كان مجنونا.ً.
س7 رجل صلٌى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ، ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ، ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع الف درهم؟
ج7 لما سلم الرجل عن يمينه رأى شخصا تزوج هو
( إى المُصلى) إمرأته فى غيبته فلما رآه حضر طـُلقت زوجته منه..ولما نظر عن شماله رأى نجاسة فى ثوبه فبطلت صلاته..
ولما نظر الى السماء رأى الهلال وقد ظهر فى السماء وكان
عليه دين ألف درهم يستحق سداده فى أول الشهر من ظهورالهلال..
س8 كان إمام يصلى مع أربعة نفر فى مسجد ، فدخل عليهم رجل وصلى عن يمين الإمام ، فلما سلم الإمام عن يمينه ورأى
ذلك الرجل وجب على الإمام القتل وعلى الأربعة المصلين الجلد ووجب هدم المسجد إلى أساسه؟
ج8 إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها فى بيت أخيه ، فقتل ذلك الامام هذا الأخ وإدعى أن المرأة كانت زوجة
المقتول فتزوج منها وشهد على ذلك الأربعة المصلون زورا ً ، وأن المسجد كان بيتا ًللمقتول فجعله الإمام مسجدا.ً.
س9 أعطى رجل لأمرأته كيسا ًمملوءا ًمختوما ًوطلب إليها أن تفرغ ما فيه بشرط ألا تفتحه أو تكسر ختمه أو تحرقه ..
وهى إن فعلت شىء من ذلك فهى طالق؟
ج9 إن الكيس كان مملوءاً بالسكر أو الملح وما على المرأة
إلا أن تضعه فى الماء فيذوب ما فيه..
س10 رأى رجل وإمرأة غلامين فى الطريق فقبلاهما ولما سُئلا فى ذلك قال الرجل: أبى جدهما وأخى عمهما وزوجتى إمرأة
إبيهما..وقالت المرأة: أمى جدتهما وأختى خالتهما؟
ج10 إن الرجل كان أباً للغلامين والمرأة أمهما..
س11 كان رجلان فوق سطح منزل فسقط أحدهما فمات
فحرمت على الآخر امرأته؟
ج11 إن الرجل الذى سقط فمات كان مزوجا ًابنته من عبده
الذى كان معه فوق السطح .. فلما مات الرجل أصبحت
البنت تملك ذلك العبد الذى هو زوجها فحرمت عليه..
إلى هنا لم يستطيع الرشيد الذى كان حاضرا ًتلك المساجلة إخفاء إعجابه من ذكاء الشافعى وسرعة خاطره وجودة فهمه وحُسن
إدراكه ، وقال: لله در بنى عبد مناف .. فقد بينت فأحسنت وفسرت فأبلغت وعبرت فأفصحت ..
فقال الشافعى: أطال الله عمر أمير المؤمنين إنى سائل هؤلاء العلماء فى مسألة .. فإن أجابوا فالحمد لله .. وإلا فأرجوا أمير
المؤمنين أن يكف عنى شرهم
فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعى ..
فقال الشافعى:
مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة
إلا درهماً واحداً ، فكيف النظر فى توزيع التركة؟
فنظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الاجابة على السؤال وأخذ العرق يتصبب من جباههم ، ولما طال
بهم السكوت قال الخليفة: قل لهم الجواب يا شافعى ..
فقال الشافعى : بعد أن تورط هؤلاء العلماء حين أرادوا أن يفقدوه مكانته عند الخليفة لعلمه وتقواه:
مات هذا الرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنى عشر أخاً
وأخت واحدة ..
فأخذت البنتان الثلثين وهو: 400 درهم..
وأخذت الأم السدس وهو: 100 درهم..
وأخذت الزوجة الثمن وهو: 75 درهم..
وأخذ الاثنا عشر أخا 24 درهم..
فبقى درهم واحد أخذته الأخت...
فتبسم الرشيد وقال: أكثر الله فى أهلى منك وأمر له بألفى دينار فتسلمها الشافعى ووزعها على خدم القصر وحاشيته
المصدر : من كتاب وصايا الرسول