بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو رابع موضوع في سلسلة مواضيع "مأدبة الصائمين" التي نويت بعون الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ، والتي ستنشر بموقع إعجاز i3jaz بالاضافة إلى عدد من المنتديات العربية.
موضوعنا اليوم هو عن اسلوب جديد لمجادلة الملحدين
عندما تبدأ في مجادلة ملحد لعل أول سؤال يسألك اياه بتحد وزهو هو أين الله ؟ أو أرني الله ؟
في هذا الموضوع سنرد على هذا السؤال بأسلوب حديث لأننا في الواقع نحتاج لتحديث أساليبنا
وسأورد هنا نقاشا بين مؤمن وملحد.
مؤمن : هل لي أن أدعوك إلى الله
ملحد : أنا لا أؤمن بوجود الله ، ولكن لكي تجعلني أؤمن أرني الله
مؤمن : هل تؤمن بوجود الكهرباء والالكترونات.
ملحد : بالطبع ومن يستطيع أن ينكر وجود الكهرباء وأثرها على حياتنا ، فالكهرباء هي عبارة عن إلكترونات في حالة حركة.
مؤمن : حسنا إذن هذه بداية جيدة لنقاشنا .
ملحد : كيف ذلك وما علاقته بوجود الله ؟
مؤمن : هل رأيت في حياتك إلكترونا أو مجمموعة من الالكترونات ؟
ملحد : كلا لم أرى إلكترونا قط ولكن الكهرباء موجودة في كل مكان وهي تسير حياتنا وأثره ملموس لكل إنسان يعيش في هذه الحياة.
مؤمن : أنا لا أتحدث عن أثر الكهرباء ، أنا أسألك عن الالكترونات والتي هي المكون الاساسي لها ، وسؤالي هو هل تمكن أحد من رؤية إلكترونا ؟
ملحد : الالكترون صغير جدا جدا ولا يستطيع أحد أن يراه
مؤمن : حتى ولو إستخدمنا أكبر ميكروسكوب أو تلسكوب.
ملحد : صحيح حتى إن إستخدمنا "الكيركوسكوب" لا تستطيع أن تراه لأنه في الواقع هو طاقة.
مؤمن : ما ذا لو توجهنا لشركة الكهرباء فهناك توجد الملايين أو البلايين من الالكترونات فهل نستطيع أن نرى على الاقل سحابة من هذه الالكترونات
ملحد : كلا لن تستطيع.
مؤمن : حسنا إذن فأنت هنا تؤكد عدم قدرة أي إنسان أن يرى الالكترون وفي نفس الوقت لا يساورك أي شك في وجوده.
ملحد : نعم لا يساورني أي شك لأني أتمتع بمنافعه في حياتي.
مؤمن : ولا تؤمن بوجود الله الذي تتمتع بنعمه حتى قبل أن تلدك أمك ، الله الذي خلق لك كل ما حولك ، الله الذي من حسن صفاته الحلم الذي يجعله ينعم عليك حتى وإن لم تؤمن به.
ملحد : ولكن الله حسب ما تقول ليس صغير مثل الالكترون فلماذا لا نراه
مؤمن : لأن عينك غير قادرة على رؤية ما هي ليست مصممة لرؤيته ، عيناك مصصمتان لترياك الطريق وما فيها من أخطار وتريك جمال الطبيعة حولك وتريك أكلك و شربك و فراشك و خليلتك و أصحابك و أقرانك و الكتاب الذي تقرأ فيه ، أما عظمة الخالق فهذا خارج نطاق التغطية بالنسبة لعينيك ، تماما مثل ما أن عينيك لا يستطيعان رؤية الالكترون.
ملحد : حسنا إذن فلننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ، ربما أبسط بعض الشيئ
مؤمن : كما تريد
ملحد : أنتم تؤمنون بوجود الملائكة وتقولون أنها مخلوق من مخلوقات الله فهي إذن ليست على نفس القدر من العظمة مثل الله.
مؤمن : نعم هذا صحيح
ملحد : فهل لك أن تريني الملائكة حتى أؤمن ، فمن المفترض أن يكون هذا تحديا أسهل .
مؤمن : ما دمت قد غيرت الموضوع أو الزاوية فأنا أيضا سآتيك من زاوية أخرى.
ملحد : هات ما عندك
مؤمن : هذا الهاتف النقال الذي تستخدمه أو جهاز المذياع (الراديو) كيف يصل إليه الكلام ؟
ملحد : عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية بالطبع ، والتي هي موجودة حولنا وتنفذ حتى خلال أجسامنا .
مؤمن : وهل رأيت هذه الموجات بعينيك أو سمعت عن أحد رآها ؟
ملحد : كلا لم أراها ولا يمكن رؤيتها لآنها طاقة .
مؤمن : والملائكة أيضا مخلوقات نورانية خلقت من نور لا يمكن لك أن تراها وهم موجودن معنا بعضهم لا يفارقنا أبدا ، وبعضهم يفارقنا عند دخولنا الحمام .
ملحد : حسنا سأغير الموضوع مرة أخرى
مؤمن : كما تريد
ملحد : أنتم تتحدثون أيضا عن الشيطان هل لك أن تريني الشيطان
مؤمن : الشيطان الرجيم يقف الآن على أنفك ولو تحاول جاهدا فقد تراه
نظر عندئذ الملحد إلى أنفه حتى إحولت عيناه وضحك بعدها على بلاهته وقال I have to go now علي أن أذهب الآن
فما هو ثابت علميا الآن أنه لم يتمكن أحد بعد من رؤية الالكترون وما نشاهده من صور مثل هذه هو مجرد تمثيل لها
وكذلك الحال بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية فهي مجرد طاقة ولا يمكن رؤيتها .
إن الحديث عن رؤية الله موضوع كبير جدا ولو كان لدي الوقت الآن لكتبت مجلدا كاملا عنه ولكن سنكتفي بذكر رؤوس أقلام .
إن رؤية المولى عز وجل ليس بالامر البسيط حتى في الآخرة
فعندما طلب سيدنا موسى عليه السلام من ربه أن يراه رد عليه قائلا
" لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا "
سبحان الله
فحتى كليم الله عليه السلام لا يستطيع رؤية الله ، إلا إن الملحدين يختارون هذه البداية السيئة بطلب رؤية الله.
وفي الآخرة رؤية المولى والنظر إلى وجهه الكريم ليس سبيلا ميسرا للجميع فهناك فئة محرومة منها حتى وإن كان الله هو الذي يحاسبهم
"كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
وأما المؤمنين فبالاضافة لدخولهم الجنة فسينالون المزيد ألا وهو النظر إلى وجهه الكريم
"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"
فمن نعمة النظر إلى وجهه الكريم تعلو النضرة وجوه المؤمنين.
وكما روى مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم،
فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار،
قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }.
نسأل الله تعالى في هذا الشهر الكريم أن يجعلني وأياكم ممن ينظر إلى وجهه الكريم .
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته